الأربعاء، 5 يونيو 2013

قلم يخربش | نيمار .. الفقاعة ؟


نيمار في يومه الأول داخل نادي برشلونة


نيمار في يومه الأول داخل نادي برشلونة
04‏/06‏/2013 7:14:00 م
خواطر حول صفقة برشلونة الجديدة...
 أحمد عطا
 قلم يخربش تابعه على
  تابعه على

إذاً .. ظفر برشلونة بصفقة البرازيلي نيمار بعد شد وجذب دام لشهور طويلة بين عدة أندية أوروبية انحصر بعدها عند الريال والبرسا قبل أن ينجح الأخير في الفوز باختيار مهاجم سانتوس.

الحقيقة أنني فوجئت بالمبلغ الذي دُفع في نيمار .. ليس تقليلاً في مستوى اللاعب –وهو أمر سأتحدث عنه في نفس المقال- بل لأنه كان يتبقى عاماً واحداً على نهاية عقده لكن الواضح أن كلام زميلي عادل الداودي عن أن نيمار يمتلك وكلاء لاعبين غاية في البراعة كان صحيحاً، فاللاعب بالفعل تم بيعه منذ عامين..! تم بيعه عندما نجحوا في تشويق العالم كله حول مصير هذا البرازيلي اليافع حتى تحول هذا التشويق شيءً فشيءً إلى ملل كبير لدى أغلب المتابعين لكن أرقام قراءات أخبار نيمار تؤكد أن الملل كان موجوداً فقط في التعليقات لكن الجميع كان يريد معرفة مصيره فعلاً، أما عن سيرة الملل فهذا يجرنا لشيء آخر.




كان هناك تعليقاً واضحاً سائداً من قبل كثير من الزوار في كل الأخبار المتعلقة بنيمار بأن الأخير مجرد "فقاعة" وهو لفظ استخدمه كثيرون رأوا أن هناك هالة كبيرة محاط بها اللاعب من دون ناتج يُذكر.

لماذا اعتبروه فقاعة ؟

وفي الواقع فإنه رغم قدرات نيمار الكبيرة، إلا أنني لم أستغرب أن نسبة من يعلق إيجابياً عليه أقل بكثير من يعلق بسلبية عليه وهو في رأيي يعود لسببين .. الطول الكبير جداً في عملية الحديث عن انتقال نيمار، فبدءً من الحديث عن انتقاله في صيف 2011 قبل التأكيد أن نيمار قرر خوض كأس العالم للأندية رفقة سانتوس ثم الانتقال في يناير 2012 ثم تغيير نيمار لرأيه من جديد ليقرر الرحيل في صيف 2012 ثم مفاجأة نيمار للجميع بتوقيعه على تمديد للعقد لينتهي في صيف 2014 وهو الأمر الذي ولّد الكثير من الملل عند كثيرين وتسبب في استفزاز كثيرين الذين ارتأوا أن الأمر تجاوز الحدث فبدأوا في صب جام غضبهم على اللاعب واعتباره مجرد فقاعة.

السبب الثاني في رأيي يعود إلى أن نيمار يلعب في أمريكا الجنوبية والدوري البرازيلي بصفة عامة غير متابع من كثيرين وبالتالي بنى كثيرون رأيهم على مشاهدات قليلة جداً لنيمار أغلبها مع المنتخب البرازيلي الذي لم يقدم معه نيمار شيءً حتى الآن، لكني أكاد أجزم أن كثيرين كانوا ليغيروا رأيهم لو كانوا قد تابعوا اللاعب عن كثب، فهو موهوب بشكل هائل .. يمتلك رؤية رائعة للملعب وصحيح أنه في بعض الأحيان يبالغ في المراوغة لكنه كثيراً ما يراوغ لصالح فريقه وليس لصالح نفسه وهذا رأي كونته عبر متابعة جيدة لنيمار لأني شخصياً أراه لاعب رائع جداً ويراوغ بشكل مذهل بل إني أراه يفوق ميسي في عملية المراوغة من الثبات فضلاً عن قدراته الخارقة في المراوغة بكلتا القدمين على عكس ميسي، وهذا بالطبع لا يعني أنني أراه أفضل من ميسي لكنه فقط رأي في أفضلية لنيمار في هذه التفصيلة تحديداً.

حديثي هنا ليس ديكتاتورية فرض رأي باعتبار كل من هو غير مقتنع بنيمار إما مُستفز من الأخبار المتتالية أو غير متابع له، بل إنني فقط أتحدث عن جزء من غير المقتنعين وليس كل، فهناك كثيرون غير مقتنعين به بدون استفزاز وبمتابعة جيدة وهؤلاء لرأيهم كل الاحترام بالتأكيد رغم اختلافي معهم.

هل ينجح نيمار مع برشلونة ؟

رغم اقتناعي بإمكانيات نيمار إلا أنه لا يمكن الجزم بنجاحه مع النادي الكتلوني إلا من خلال أكثر من عامل .. هناك بعض العوامل التي لا يمكن تحديدها من الآن فعلى سبيل المثال لا يُمكن التنبؤ بالطريقة التي سيخوض بها فيلانوفا الموسم الجديد .. هل سيكرر سيناريو اللعب بميسي في القلب وتواجد طرفين هجوميين في الأغلب سيكونان نيمار وبيدرو ؟ هل سيلعب برأسي حربة هما ميسي ونيمار مع إعادة أحد لاعبي الهجوم واللعب بأربعة لاعبي وسط ؟ هذا عامل جوهري سيتضح من خلال فترة الإعداد على الأقل.

لكن العامل الأكثر أهمية فعلاً هو عقلية نيمار نفسه .. اللاعب اختار برشلونة وفضّله على ريال مدريد مع عدم حديثه بسوء عن الأخير بل أكد احترامه للفريق ولكريستيانو رونالدو وفي أكثر من مرة عبر عن إعجابه به، كما ظهر أن نيمار اختار برشلونة ليس لأنه مشجع له –في الواقع هو لم يظهر عليه أنه يشجع برشلونة أو ريال مدريد بل كان دائم المديح في الاثنين- بل ربما اختاره أكثر لميله لفكرة اللعب بجانب ميسي وهي فكرة مفهومة خصوصاً لمن هم في سن نيمار .. الذين عاشوا مراهقتهم وهم يرون برشلونة يقدم أفضل كرة قدم في العالم ويضم لاعبين يمارسون تلك اللعبة بسلاسة مذهلة .. أراد نيمار أن يكون جزءً من هذه الفكرة .. أن يكون من هذا التلاعب بالخصوم (وهي الفكرة التي تلقت ضربة مخيفة هذا الموسم) ..

ولتبسيط الأمور، حاول أن تتخيل نفسك وأن تلعب الكرة مع رفاقك .. كثيرون سيرغبون دائماً في التواجد في الفريق الذي يوجد فيه اللاعب الأفضل والأكثر مهارة، ورغم أنني كشخص لا أمتلك هذه الرغبة بل ربما أحب كشخص أن أواجهه لكنني أعلم أن كثيرين سينتهجون نهج اللعب مع الأكثر مهارة .. هكذا كان نيمار.

إلى هنا وكل شيء على ما يرام، لكن المشكلة تكمن في أن نيمار ربما يُصدم بشيء لا يريده وهو أن يُجبر على أن يلعب دور "السنّيد" لميسي .. دور اللاعب الذي يلعب في ظل ميسي ولا يمتلك السطوة والنفوذ ليحاول القيام بما يقوم به ميسي فيتحول حب اللعب إلى جوار ميسي إلى عبئ مريع عليه فهو يعرف قدراته ويدرك أنه قادر على إفادة الفريق بطريقة تقترب من ميسي فلماذا لا يستطيع إظهارها !؟

وكمثال على هذا الأمر، كثيراً ما ألمح ثمّة غضب من ميسي على طريقة لعب كريستيان تيّو .. ذاك اللاعب الشاب الذي يمتلك موهبة جيدة جداً رغم أنها لا توازي ما يمتلكه نيمار، لكن تيّو كثيراً ما يحب استعراض مهاراته وإثبات تواجده ليس فقط بالتمرير وهو أمر ألمح في أكثر من مرة عدم رضا ميسي عنه سواء بملامح الوجه عندما يظهر في الكاميرا أو في طريقة تعاونه مع تيّو.

ربما يجد البعض هذا عيباً في ميسي، وربما يجدونه شعور منه بالمسؤولية تجاه الفريق، فهو يعلم أنه الأكثر مهارة في برشلونة وعدم التمرير له يعني بالضرورة أن فرصة نجاح الهجمة قد يقل نوعاً ما وهو أمر ربما يكون منطقياً لكنه قد يكون غير مقبول بالنسبة للبعض.

المثال الأبرز لنا في عدم القبول به هو زلاتان إبراهيموفيتش .. ذاك اللاعب الذي أتى وهو يحمل آمالاً ربما تفوق آمال نيمار كونه بالأساس لاعب ناجح جداً في أوروبا وكان نجم الشباك في أغلب الأندية التي لعب لها وبالتالي لم يقبل بأن يلعب في ظل ميسي.

هذا هو الخطر الأكبر الذي ربما يتهدد صفقة نيمار مع برشلونة .. الأمر كله يتلخص فيما رسمه نيمار لنفسه وفيما سيظهر له بعد الدخول في معمعة الموسم، أما بخلاف ذلك فإنه مذهل كلاعب في رأيي.. يمتلك مهارات جد رائعة وهو بحق أحد أفضل لاعبي العالم، والأكيد الأكيد أنه ليس بفقاعة أبداً..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق