
أبطال كأس القارات للمرة الثانية على التوالي "البرازيل" - تحليل نهائي ٢٠١٣
البرازيل تتوج بكأس القارات عن جدارة بعد استغلالها للهفوات الفادحة لديل بوسكي واستخدامها للسلاح الفتاك "نيمار"...
أنهي
المنتخب البرازيلي احتكار المنتخب الإسباني للبطولات القارية بعد أن هزمه
هزيمة نكراء بثلاثية نظيفة في نهائي كأس القارات على ملعب "ماراكانا" في
ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين.البرازيل كانت المبادرة بالتسجيل في الدقيقة الثانية بواسطة الهداف الفعلي للبطولة "فريد"، وهذا ما منح أصحاب الضيافة الأفضلية المعنوية والفنية على النقيض لم تستطع إسبانيا تجاوز صدمة البداية فكانت النتيجة تعزيز أبناء السامبا لتقدمهم بالهدف الثاني في الدقيقة الأخيرة بواسطة اللاعب المشاكس "نيمار دا سيلفا" بعد مواصلة استغلال هشاشة الجهة اليمنى للماتدور التي وقف فيها "آربيلوا".
وتعمقت أوجاع إسبانيا مع انطلاقة الشوط الثاني بالهدف الثالث في الدقيقة ٤٧ بتوقيع "فريد" الذي تتعجب كيف تركته أندية أوروبا يعود إلى الدوري البرازيلي بهذه السهولة، فيكفي أن نذكر رقمه الاستثنائي هذا العام بتسجيله ١٠ أهداف في آخر ١١ مباراة خاضها مع البرازيل من بينهم ٥ أهداف في كأس القارات.
وزادت الأمور تعقيداً بعد اهدار مدافع ريال مدريد "سيرخيو راموس" لركلة جزاء احتسبت لأنشط لاعب إسباني على الاطلاق اليوم "خسيوس نافاس"، فقد وضع راموس الذي سجل في بوفون الأسبوع الماضي كرة افتقدت الهدوء عابتها القوة المفرطة جوار القائم الأيمن، ثم قام زميله في الدفاع "بيكيه" بتحطيم أي أمل لبلاده في تقليص هذه النتيجة الثقيلة لحفظ ماء الوجه بعرقلته لنيمار في وضع انفراد ليشهر في وجهه البطاقة الحمراء المستحقة.
والآن مع أهم الإيجابيات والسلبيات والدروس المستفادة من هذا النهائي الكبير:
ايجابيات |
١
![]() |
٢ ■ لا شك نيمار يستحق أن نرفع له القبعات على ما قدمه خلال الخمس مباريات في هذه المسابقة، فهو مهاجم يعتمد عليه بالفعل، يمكنه خلخلة أي دفاع من العمق وعلى الأطراف بمهاراته وانسيابية حركته، والأهم من كل ذلك تخلصه من أكبر عيوبه "الفردية" فقد مرر أكثر من كرة حاسمة لعل أبرزها لفريد نهاية الشوط الأول والتي وضعته في مواجهة مباشرة مع كاسياس الذي أبعدها إلى ركنية بصعوبة.
٣
![]() |
٤
![]() |
٥ ■ إذا كان ولابد الحديث عن أي إيجابية للمنتخب الإسباني، فلن أجد سوى لاعب وسط برشلونة "إنييستا" لأشيد به، الوحيد الذي رأيته يحاول من اليسار إلى العمق ويصوب ويمرر ويراوغ ويحاور باولينيو ودياز، غير ذلك لم يلفت نظري أي لاعب آخر، ربما خسيوس نافاس صاحب السرعة والمراوغات لكن أيضاً تمريراته ولمسته الأخيرة كانت سيئة وافتقدت للدقة ويتحمل المهاجمين جزء كبير من ذلك لسوء ارتكازهم داخل وخارج المنطقة.
٦ ■ انتقدت أوسكار في مباراة أوروجواي حين لم يظهر له أي دور على أرض الملعب، لكنه أمام إسبانيا كان أكثر تحرراً ورغبة في تأكيد أحقيته باللعب دور صانع ألعاب تحت رأسي الحربة، وما ساعده على فعل ذلك ضعف وسط ملعب إسبانيا (في هذه المباراة) والذي لم يكن بنصف قوة خط وسط أوروجواي.
سلبيات |
١
![]() |
![]() |
٢■ ديل بوسكي لعب دون أي حذر أمام البرازيل رغم أن المباراة على ملعب الماراكانا وبعد تعرض أعمدته الرئيسية للانهاك من الـ ١٢٠ دقيقة التي لعبوها أمام إيطاليا في الدور نصف النهائي، ورغم القوة الواضحة للعيان لوسط ملعب البرازيل بقيادة "باولينيو ودياز".
لقد لعب بطل أوروبا والعالم بوسط ملعب هجومي دون أي مبرر يذكر، فكان طبيعياً دفعه للثمن "كاش"، لا أدري كيف ديل بوسكي أمام رباعي يمتلك سرعة وقوة وتناغم مثل "باولينيو ودياز وأوسكار وهالك" دون بطل دوري الأبطال "خافي مارتينيز"؟ أين هو؟
وأين سانتي كاثورلا صاحب أفضل معدل تمريرات وتصويبات واستخلاص ناجح للكرة من بين عناصر منتخب إسبانيا؟ لماذا وضع مارتينيز وكاثورلا خارج حساباته من أجل بوسكيتس وتشافي خاصةً "تشافي" صاحب اللياقة البدنية الضعيفة والذي أصبح سيء جداً في عملية استرجاع الكرات من الخصم.
لو افترضنا أن اشراك كاثورلا ومارتينيز معاً مجازفة نظراً لضعف انسجامهم، فما هو مبرر اشراك "ماتا" الذي لا يعرف "تشافي وبوسكيتس" أكثر مما يعرفهما "دافيد سيلفا" الذي جلس هو الآخر على دكة البدلاء في هذه المباراة؟!
ولو افترضنا أن سيلفا مرهق من مباراة إيطاليا، فماذا إذاً عن نجم الفريق الأول في المسابقة "سيسك فابريجاس" كيف يتم اجلاسه هو الآخر على الدكة…؟
عندما تواجه فريقاً بحجم البرازيل، عليك أن تملأ منطقة خط الوسط باللاعبين القادرين على تأدية الدور الهجومي والدفاعي بنفس الكيفية، لكن هذا لم يفعله ديل بوسكي واعتقد أنه يواجه برازيل "مانو مينيزيس"، وما فعله بالبدء بالثلاثي "ماتا، بوسكيتس وتشافي" وأمامهم "بيدرو وإنييستا" كلفه المباراة منذ الدقيقة الثانية، والأدهى عدم قيامه بتعديلات على الأخطاء التكتيكية الفادحة التي ارتكبها في خط الوسط.
هل تعلم عزيزي القاريء أن "ماتا" كان هو التغيير الوحيد الذي طرأ على تشكيلة إسبانيا أمام البرازيل بعد الـ ١٢٠ دقيقة المرهقة جداً ضد إيطاليا في نصف النهائي؟ لقد شارك ماتا بدلاً من دافيد سيلفا رغم أن إسبانيا تمتلك أفضل دكة بدلاء في العالم وليس في البطولة فحسب!.
٣
![]() |
![]() |
كاسياس يتحمل جزء كبير من خسارة إسبانيا للكأس، الهدف الأول لفريد ذكرنا ببدايات كاسياس في ضعف تعامله مع الكرات العرضية، وفي الهدف الثاني لم يغلق زاويته ليترك نيمار يمزق شباكه، وفي الهدف الثالث أنهى مسيرته الدولية بنفسه ليفتح الباب أمام انضمام آخرون يستحقون مكانه كدي خيا ودييجو لوبيز وحتى جوياتا.
٤■ الظهير الموظف الذي يضيع ويتهاوى أمام اللاعبين المهاريين أصحاب السرعات العالية "آلفارو آربيلوا"، كان فضيحة متحركة على أرض الملعب أمام البرازيل، فلم يعطل حركة نيمار في أي لقطة واستبداله بلاعب تشيلسي "أبيليكويتا" كان خطأ آخر من ديل بوسكي، فكان عليه تثبيت مدافع قوي في تلك الجهة ألا وهو "راموس" ومنعه من تأدية الأدوار الهجومية، ووضع المدافع "راؤول آلبيول" جوار "بيكيه" ثم اخراج بوسكيتس والدفع بخافي مارتينيز.
وأخيراً..كيف لمدرب بعبقرية ديل بوسكي أن يترك مدافع ينفذ ركلة جزاء هامة كتلك التي نفذها راموس وبجعبته هذا الأسطول المتميز من اللاعبين القادرين على تنفيذ ركلات الجزاء بدءً من "بوسكيتس، تشافي، إنييستا وتوريس"؟ كيف؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق