الثلاثاء، 11 يونيو 2013

البشير وسلفا .. وساطات لفتح البلف !!

تدخلات الدول الست
عند تأزم العلاقات في وقت سابق بين الخرطوم وجوبا لعدم تنفيذ اتفاقيات التعاون الموقعة بين الجانبين، سارعت ست دول أفريقية لعقد اجتماع مشترك لإحياء التعاون وإزالة العقبات التي تقف في طريقها بإعتبار أن ما تم كان عملاً، بل إنجازاً أفريقياً
خالصاً ينبغي المحافظة عليه ، و في مقدمة تلك الدول كانت أثيوبيا وجنوب أفريقيا ونيجيريا وساحل العاج وزيمبابوي، ويتوقع أن يبادر العقلاء في تلك الدول بالتوسط ونزع فتيل الأزمة بين الجانبين خاصة وأن المهددات التي تعترض طريق إتفاق التعاون هي الأخطر من نوعها فيما يبدو.
لكن، في حال عدم تكرار ذات سيناريو التوسط السابق، فمن المتوقع أن تبادر بعض تلك الدول منفردة بالتوسط بين الخرطوم وجوبا، خاصة دولة أثيوبيا التي ظلت وسيطاً مقبولاً ومسرحاً لكثير من اللقاءات بين البلدين، فقد أفلح رئيس الوزراء الأثيوبي الجديد هايلي مريام ديسالين في التوسط بين البشير وسلفا كير وجمعهما في طاولة واحدة أكثر من مرة في أجواء شديدة التعقيد.
تدخل دول الجوار
كثير من دول الجوار الأفريقي، يعنيها ملف العلاقات السودانية الجنوبية بصورة مباشرة، ومثلما هناك دول مثل يوغندا تسعى للإستثمار في تأزيم الأوضاع، فإن هناك دولاً أخرى مثل كينيا وأريتريا ومصر قد تسعى للتوسط لتجنيب البلدين مواجهة محتملة بعد إغلاق أنبوب نفط الجنوب.
وربما كانت الفرصة سانحة لتوسط مصر في تقريب وجهات النظر بين الخرطوم وجوبا واقناع جوبا بوقف الدعم والخرطوم بفتح الأنبوب، وفي حال فلحت في هكذا أمر، فإنها تحرز نصراً دبلوماسياً سينعكس عليها إيجابياً في معركة سد النهضة الأثيوبي، وربما استطاعت كسب مواقف السودان وجنوب السودان، أو استمالتهما على الأقل لموقفها من هذه القضية الإستراتيجية بالنسبة لها.
الصين .. واللاعبون الدوليون
الإمام الصادق المهدي قال في أجواء مماثلة من التوتر بين الخرطوم وجوبا إن الوسطاء الأفارقة والغربيين مشكوك في نزاهتهم وحيادهم، فالوسيط الافريقي متهم بالقبض والرشوة والوسيط الغربي متهم بالانحياز. ورغم هذا التصنيف الحاد إلا أن تأرجح العلاقات السودانية الجنوبية لا يستغني عن الوسطاء، وتبدو الحاجة إليهم ملحة الآن أكثر من أي وقت مضى.
صحيح ان دولة مثل أمريكا لا تتوسط وإنما تهدد وتنحاز على الأرجح، إلا أن هنالك دولاً أخرى كروسيا مثلاً تقف في نقطة واحدة من الدولتين وتتمتع بمقبولية هنا وهناك تؤهلها للعب دور كهذا. بيد أن أكثر الدول قدرة على التدخل والتوسط هي الصين، فهي لديها الكثير من القبول والمصالح الحقيقية في إنسياب النفط واستمرار التعاون بين الخرطوم وجوبا دون أي معكرات تهدد مصالحها الكبيرة هناك، فمن واقع حماية مصالحها على الأقل من غير المستبعد أن تبادر بكين بالتوسط وإقناع البشير بالتراجع عن إغلاق الأنبوب، وإقناع سلفا كير بالكف عن استمرار دعمه للجبهة الثورية المتمردة على الحكومة في الخرطوم.
توقعات بحدوث اختراق
مما سبق، يبدو أن باب التوسط لنزع فتيل الأزمة بين الخرطوم وجوبا موارباً أمام العديد من الجهات من واقع مصلحتها أو مخاوفها أو ربما لرغبتها في البحث عن دور، لكن نجاح أي من الوساطات رهين بإلتزام دولة الجنوب بالوقف التام لدعم المتمردين، وتغيير نبرة الإنكار التي تحدث بها سلفا كير في مؤتمره الصحفي أمس بجوبا عن أنهم لا يدعمون المتمردين على حكومة الخرطوم ، بينما الخرطوم توثق ذلك الدعم الذي يصل إلى الجبهة الثورية بالإسماء والأرقام والمواقيت وكافة التفاصيل التي يستعصي القفز من فوقها لأي وسيط منصف. مهما يكن من أمر، فمن المتوقع أن يفلح الوسيط ثامبو أمبيكي في تهدئة حدة المواقف بين الخرطوم وجوبا، فهو، بخلاف كثير من الوسطاء يمتلك التفويض والمعرفة والأوراق والعصي الكفيلة بتعقل كل من يخرق الاتفاق، فهل يفلح أمبيكي في نزع فتيل الأزمة ويحول دون إنهيار الاتفاقات أفريقية الصناعة والرعاية ؟ أم سيضع يده على خده، و(يتمحن) كمحنته المعهودة التي كثيراً ما وثقتها له عدسات المصورين ؟

المصدر | الراي العام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق